(2)
كنت أود أن أتحدث عن علاج الشق والطق ولكن ست البيت أسعدنا اليوم بزيارة نتوق لها نحن صغار الفنادك وهي إطلالة الفندك الكبير ( الميقا فندك) فقد حضر اليوم بمعية حاجة عشة لإتمام عمل كبير هو فندكة العيش وهو عمل يتجاوز إمكانيتا وقدراتنا وقدرات ست البيت وجاراتها . يدهشني معشر بني أدم وحواء إصراركم على المظاهر والفشخرة مثل فندكة الذرة لتبدو العصيدة بيضاء تسر الناظرين ولكن بدون فائدة غذائية !! ما علينا!!!
زيارة الميقا فندك تحمل لنا نحن معشر القابعين في البيوت وسط الأحياء قصصا عجيبة ومغامرات شيقة فالميقا فندك يصحب حاجة عشة للسوق فهو عدة الشغل لديها ووسيلتها لكسب الرزق. تبدأ رحلته عندما يتوهط في وسط الكارو تحرسه رعاية ركاب الكارو محاطا بجوالات الذرة والبصل وخروف ذاهب في رحلة خروج نهائي. عند الوصول يؤخذ الميقا فندك لمكان العمل حيث تقوم الحاجة وحسب طلب التجار بتجهيز كميات كبيرة من الويكة والبهارات والشطة لعرضها جاهزة .
يعاني اليمقا فندك الأمرين في الأسواق لأن العمل ليس فيهو دهن شرموط أو زيت ثوم ولكنه شطة حمراء قبانيت أو ويكة أو شمار (بالمناسبة كيف تأتى لكم استخدام اسم هذا البهار الرائع لوصف حكاياتكم العجيبة تلك!!!) وبمناسبة الشمارات فهاكم بعضا من شمارات الميقا وهي بعضا من سبب سعادتنا بزياراته النادرة لنا في البيوت:
يقول الميقا:" حاج صالح تاجر الشطة يخلط الشطة بالطماطم المجففة فقد لاحظ شيخنا الميقا أن الشطة تبدأ نار حمراء في باطنه ولكن شيئي فشيئا يبدأ يشعر بالبرودة والرطوبة ومن خبرته يدرك أنها طماطم مجففة!!! فالحاج صالح وهو رجل ملتح يحمل سبحته ويؤم الناس في صلاة الظهر بالسوق يستغل موسم الطماطم ويشتري منها الكميات بتراب الفلوس ثم يقوم بتقطيعها وتجفيفها (وهو عمل تؤديه حاجة عشة وصويحباتها بدون أن بصحبها شيخنا الميقا) يعرض بعضها للراغبين في شراء صلصة جافة والبقية تضاف للشطة لتبدو حمراء شديدة الاحمرار وتزداد الكمية وتباع على أنها شطة حمراء !!! ويجني ربحا وفيرا وربما يسافر به للعمرة أوالحج
ويواصل شيخنا الميقا فندك قائلا "أما الضو فهو يحتفظ بالويكة القديمة ثم يشتري بضعا من جوالات شمار الموسم ويقوم بخلطهما معا ، ونحن معشر الفنادك نعرف ذلك من الشرى وانعدام النكهة في الويكة القديمة وهي تهرس داخلنا، ثم يباع على أنه شمار جديد، بل إن مولانا الضو يحلف بجناهو وعشاهو أنه شمار جديد شمار الموسم!!
++
يدهشنا أنكم تفعلون فعايلكم هذه ولا تلقون بالا لنا أننا ندرك ونرصد مثل هذه الحاجات العجيبة
حانت ساعة الشغل فها هو صوت ست النفر يأتيني وداعا وإلى لقاء!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق